دراسة تحليلية للعلاقة بين رسوم بعض الأشکال الهندسية وکتابة الحروف الهجائية لدى طفل الروضة

تعد الکتابة من أعظم الابتکارات التى ابتکرها الإنسان خلال تاريخه الطويل وتستمد أهميتها من أنها أداة للتسجيل والإثبات وحفظ التراث ونقله، وتعتبر الکتابة اليدوية إحدى الوظائف الأساسية للأطفال کما أنها تؤدى دوراً حيوياً فى قدرتهم على العمل والمشارکة بالبيئة التعليمية، والکتابة هى رسم الحروف رسماً صحيحاً مطابقاً للقواعد الإملائية السليمة ويشترک کلا من الرسم والکتابة لدى الأطفال فى بعض المهارات النفس حرکية، ويعتمد کليهما على قدرات معرفية مماثلة، والاثنين يعتبرا فنوناً تعبيرية ذات معنى، کما توجد هناک علاقة قوية بين نشأة کل من الکتابة والرسم، وبالإضافة إلى ذلک يوفر الرسم المساعدة والثبات للأطفال لمقابلة التحديات الجديدة فى الکتابة، وممارسة الأطفال لنشاط رسم الأشکال خاصة الهندسية منها فى الروضة يفيد فى التحضير للالتحاق بالمدرسة بشکل عام وفى الاستعداد لعملية الکتابة اليدوية.
رغم وضوح العلاقة بين الرسوم التى ينتجها الأطفال وکتابتهم للحروف الهجائية، إلا أن معلمات الروضة لايدرکن العلاقة بين رسم الأطفال لأشکال محددة مثل الأشکال الهندسية البسيطة، وقدرة هؤلاء الأطفال على کتابة الحروف الهجائية، لذا هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على خصائص الأشکال الهندسية والحروف الهجائية التى يرسمها ويکتبها طفل الروضة، والکشف عن العلاقات الإرتباطية بين رسوم طفل الروضة للأشکال الهندسية وکتابته للحروف الهجائية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحليلى، الذى يعتمد بالدرجة الأولى على تحليل المحتوى کما استخدمت الأدوات الآتية: قائمة تحليل رسوم الأشکال الهندسية لطفل الروضة (إعداد الباحثين)، قائمة تحليل الحروف الهجائية لطفل الروضة (إعداد الباحثين)، وبطاقة رسم الأشکال الهندسية لطفل الروضة (إعداد الباحثين)، وبطاقة کتابة الحروف الهجائية لطفل الروضة (إعداد الباحثين).
وباستخدام تحليل المحتوى، والنسب المئوية، ومعامل الارتباط، أمکن التوصل إلى النتائج الآتية: أن أطفال العينة قد رسموا أشکالاً هندسية إصطلاحية شبه طبيعية، وظهرت خطوط تلک الأشکال متعرجة إلى حد ما، ولکنها کانت مستقيمة عند رسم المربعات، وظهر فى رسوم الأشکال الخطان الأفقى والرأسى المتقاطعان متعامدان تقريباً، وکان أغلب أطفال العينة يبدأون رسم الأشکال الهندسية بالخط الرأسى ويرسمونه من أعلى إلى أسفل، ويرسمون الأشکال بخط مستمر دون توقف، مع أنهم يضغطون على القلم عند الرسم، وقد رسم أغلب أطفال العينة مربعات تحتوى على أربع زوايا بالإضافة إلى أن کل ضلعين فى المربع کانا متوازيان تقريباً، کما أنهم رسموا المثلث يحتوى على ثلاث زوايا، کما توصلت النتائج إلى أن أطفال عينة الدراسة کتبوا عدد غير قليل من الحروف مع أنهم وجدوا صعوبة فى کتابة بعض الحروف مثل (ع، غ، و، م، ک)، وکانت أحجام الحروف التى کتبوها متناسبة مع بعضها البعض، وکانوا يتحکمون فى القلم عند الکتابة لذلک لم تظهر إمتدادات فى الحروف بسبب عدم القدرة على التوقف، ولم تظهر تعرجات فى خطوط الحروف، کما أنه لم يکن هناک محو زائد أو إعادة فوق الحروف المکتوبة، مع أنهم کانوا يضغطون على القلم أثناء الکتابة، وبالإضافة إلى ذلک کتب أغلب أطفال عينة الدراسة الحروف منتظمة فى السطر ومرتبة ترتيباً صحيحاً ليس بها تقطيع أو فجوات فى الخطوط، وکانوا يضعون نقاط الحروف فى مکانها الصحيح، وکانت أغلب الحروف التى کتبوها يمکن التعرف عليها فى سياقها أو خارج سياقها وترتيبها، ولم يکن هناک تشويه فى کتابة تلک الحروف ولم يکتب الأطفال بعض الحروف المعکوسة الاتجاه بدرجة ملحوظة.
کما توصلت النتائج إلى أنه يوجد ارتباطاً دالاً سالباً بين رسوم الأشکال الهندسية وکتابة الحروف الهجائية لدى الأطفال، وأن بعدا "رسم أشکال إصطلاحية"، و"دقة خطوط الأشکال" قد ارتبطا ارتباطاً دالاً سالباً بکتابة الحروف الهجائية لدى الأطفال، فى حين أن البعدين الآخرين وهما "طريقة رسم الخطوط"، و"اتجاه رسم الخطوط" لم يرتبطا ارتباطاً دالاً، بالإضافة إلى أن بعدا "رسم أشکال إصطلاحية"، و"دقة خطوط الأشکال" قد ارتبطا ارتباطاً دالاً سالباً بأبعاد الکتابة مثل: بعد "صعوبة کتابة الحروف"، وبعد "شکل الحروف غير متناسق"، وبعد "قلة ترتيب وانتظام الحروف"، وبعد "تشويه الحروف"، فى حين أن بعد "طريقة رسم الخطوط" قد ارتبط ارتباطاً دالاً موجباً ببعد "شکل الحروف غير متناسق"، ولم يکن هناک أى ارتباط دال بين بعد "اتجاه رسم الخطوط" وأى من أبعاد کتابة الحروف لدى الأطفال.
والجديد فى الدراسة: هو بناء وتصمييم قائمة لتحليل رسوم الأطفال للأشکال الهندسية، وقائمة لتحليل کتابة الأطفال للحروف الهجائية، مما أدى إلى التعرف على الخصائص الشکلية لهذه الأشکال وتلک الحروف، بالإضافة إلى معرفة أن أکثر عوامل رسم الأشکال الهندسية ارتباطاً بکتابة الحروف الهجائية هو مدى قرب الشکل الذى يرسمه الطفل من مسماه الأصلى ( طبيعية الشکل).