مفهوم السلوك المثالي - مدخلاً للارتقاء بالسلوك الإنساني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

بين رحى السواء والاضطراب غابت المثالية، بل وأصبحت المثالية الغائب الأكبر وسط مناخ يقاوم الانهيار والسقوط في براثن الاضطراب والمرض وكل أشكال الانحراف، فغابت الفلسفة المثالية وغابت القيم الأخلاقية والنزعة نحو المثالية المستمدة من القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية وسير السلف الصالح وأصبح المشهد ضبابي ومشوه، ويبقى السؤال الوجودي هل نتحدث عن العدل حينما نستشعره بقيمه وفضله وسواءه أم حينما نشعر بقمة الظلم والقهر والاستبداد؟ هل نتحدث عن الحق حينما يسود ونطمئن به أم حينما يسود الباطل بشخوصه ومفاهيمه وأدواته؟ هل نتحدث عن القوة حينما نبلغ مداها وثقتها المطلقة أم حينما نكون في أشد لحظات الإحساس بالضعف والدونية؟

كيف نرجو المثالية ونسعى اليها في زمن أصبح فيه كلب بافلوف هو سيد المعرفة النفسية والإنسانية؟ هل يحق لنا أن نطرح مفهوم المثالية في الوقت الذي تستمد منه العلوم والمعارف قوانينها ومفاهيمها ومرجعيتها من تجارب أجريت على كلب وقطة وقرد وفئران، في الوقت الذي استمد هيجل وشوبنهور مفاهيمهم وأفكارهم عن المثالية من العالم المثالي الافلاطوني والنزعة المثالية للإنسان المتمثلة في الانسان الكامل Super Man، صناع الحضارة واللغة والتاريخ.

هل يحق لنا أن نجعل من المثالية سلوكاً اجرائيا نصحح به المفاهيم ونقوم به المعارف ونعدل به الاضطراب والسلوك المنحرف؟ هذا هو المدخل الذي نستشعر اننا بحاجة اليه ففي لحظات الضعف والانكسار وفقدان الثقة والامل نكون عند أقرب نقطة من الاحتياج النفسي والروحي العميق الي البحث عن عالم مثالي نرى أنفسنا فيه ومن خلاله، فنبحث في قصص الأنبياء والرسل وسير السلف الصالح ما نصحح به المسارات التي باتت خارجه عن السيطرة، فربما نجد في تاريخ العلم والعلماء وأخبارهم ما نستمد منه المدد

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية