الوالدية الرقمية بين التأصيل والتنظير

في عصر التَّقَدُّمِ الرَّقميِّ الَّذي نَعيشُهُ اليوم، أَصبحَتِ التِّكنولوجيا جُزءًا لا يَتجزَّأُ مِن حَياتِنا اليَومِيَّة، مُؤثِّرَةً بِشَكلٍ عَميقٍ عَلَى طَبيعَةِ العَلاقاتِ الأُسَرِيَّةِ وَدَورِ الوَالِدَيْنِ فِي تَنشِئَةِ الأَبناء. فَمَعَ انتِشارِ الأَجهِزَةِ الذَّكِيَّةِ وَمَنَصَّاتِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ، ظَهَرَتْ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ لِفَهمِ كَيفِيَّةِ تَوَازُنِ الحَضُورِ الرَّقمِيِّ مَعَ الحَضُورِ الوَاقِعِيِّ فِي العَائِلَةِ، وَكَيفَ يُمكِنُ لِلْوَالِدَيْنِ أَنْ يَقُودُوا بِحِكْمَةٍ فِي هَذَا العَالَمِ المُتَّصِلِ دَائِمًا، فَمَعَ انتِشارِ الأَجهِزَةِ الذَّكِيَّةِ وَمَنَصَّاتِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ، ظَهَرَتْ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ لِفَهمِ كَيفِيَّةِ تَوَازُنِ الحَضُورِ الرَّقمِيِّ مَعَ الحَضُورِ الوَاقِعِيِّ فِي العَائِلَةِ، وَكَيفَ يُمكِنُ لِلْوَالِدَيْنِ أَنْ يَقُودُوا بِحِكْمَةٍ فِي هَذَا العَالَمِ المُتَّصِلِ دَائِمًا.
الوَالِدِيَّةُ الرَّقمِيَّةُ (Digital Parenting) هِيَ مَفْهُومٌ يَستَندُ إِلَى تَنْمِيَةِ الوَعْيِ بِاستِخدَامِ التِّكنولوجيا بِشَكلٍ مُسْتَدامٍ وَآمِنٍ دَاخِلَ الأُسْرَةِ، مَعَ الحِفاظِ عَلَى جَوْهَرِ العَلاقاتِ الإِنْسَانِيَّةِ. فَلَيْسَ المَطلُوبُ مُجَرَّدُ حِمايَةِ الأَطفَالِ مِنْ مَخَاطِرِ الفَضَاءِ الرَّقمِيِّ، بَلْ أَيْضًا تَوجِيهُهُمْ لِكَيْ يَكُونُوا مُستَخدِمِينَ وَاعِينَ وَمُبدِعِينَ لِهَذِهِ الأَدَوَاتِ، دُونَ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى عَائِقٍ أَمَامَ التَّوَاصُلِ الأُسَرِيِّ.
وهو الامر الذي يدفعنا نحو السعي لِاسْتِكْشَافِ التَّحَدِّياتِ وَالفُرَصِ الَّتِي تُقَدِّمُهَا الوَالِدِيَّةُ الرَّقمِيَّةُ، وَكَيفَ يُمكِنُ لِلْعَائِلَةِ أَنْ تَبْنِيَ عَلاقاتٍ أَكثَرَ مُرُونَةً وَصِحَّةً فِي ظِلِّ الثَّورَةِ الرَّقمِيَّةِ، وهذا الامر بالنسبة لِلوَالِدِينَ وَالمُربِّينَ لِتَحْوِيلِ التَّحَدِّياتِ الرَّقمِيَّةِ إِلَى فُرَصٍ لِتَعْزِيزِ التَّمَاسُكِ الأُسَرِيِّ وَبِنَاءِ جِيلٍ يَستَطِيعُ الاِستِفَادَةَ مِنَ التِّكنولوجيا دُونَ أَنْ يَفْقِدَ إِنْسَانِيَّتَهُ.